A Letter from a Jordanian Left Her Soul in Iraq

العراق السارق لقلوب زائريه

لربما سَاقّني القدر لِأنْ أعود مجددا لأُلقي بجسدي النّحيل في أحضانه بضعة أيام……تمَلَّكني الشّوق في البُعد عنه .., و الاشتياق لا يُطفئه إلا حنين اللقاء ….  رغم الحَزْم في حياتي و قُوّتي و انعدام عاطِفَتي .. لكِننّي ضعيف بل هشَ .. هشّ إن سمعت أحداً  نطق ( اْلعراق )  .. .. حينما ينطق أحدٌ بها أنظر إليه و في قلبي شبكة مُعقّدة من الشُّعور رُبما حنين ينتابه اشتياق رُبما حُزن يتخللّه فرح.. و تبقى هي الْحسرة سيدة الْموقف في قلبي كلَّما سمعت  (العراق ) .. رغم كلّ ذلك فنَظرتي نظرة حاسد … نعم  فأنا ضعيفٌ إذ نطقتها فأكتمها في قلبي..  أُفَضِّلُ الصّمت …بَينما هُم بكلّ قوة يُردّدون ( العراق ) .. لكننّي أبدأ بِمواساة نفسي بأن الطّب أّبعدني عَن قُدرة نَسج كلمات العربيَّة  لِوصفها و لِمَ لا ؟؟!!!!   فرُبما أحمد عزّة الأعظميّ يَعجز عن وصْفِها  …. لا علَيْنا من هذا كلِّه … رُزِقْتُ زِيارتها  ….كان الصّباح حيثُ هبطت طّائرة الحنين  و هبط معها قلبي … أحْسَسْتُ بِخَفَقَانِه … ارْتجَفَت يداي….  و بدأ جَبيني بِالتّعرُّق ….  كان كلّ ذَلك دون إرادتي ..صِدْقاً دُون إرادتي …… حقّا لا أعلم فأنا الطَّبيب الذّي يَجهل أَسباب ذلك … رُبما داء الحنين ليس له مداوي .. خيَّم الصَّمت بداية اللِّقاء … وصلْتُ الْفندق … شعَرْتُ بالنّدم … نَادِمٌ على مَا فعَلت .. يالله ….. لِماذا أتيتُ إلى هّنا ؟؟!!! فأنا لا أَسْتَحْمِلُ رُؤية ضعف بعد قوة… لا أستّحْمِلُ ضُعفَ مَنْ بعث بي القوَّة .. .. ذهبت لأُصلّي ثمَّ نَاجَيْتُ رَبِّي بالْفرج و اسْتَغْرَقْتُ في الدُّعاء  إلى أن فاضّتْ عيناي بالدُموع و قُلت لماذا العراق ؟؟؟!!! لماذا بِلادُ الرَّافدَيْن ؟؟!!! لِماذا بِلادُ الأّبْطَال  ؟؟!!!! لِماذا ذلك حلَّ بِهَا ؟؟!!! لإنَّه وَطن الْعُروبة  ؟!!.. لإنه ماذا ؟؟!! فاضت عيناي و بدأت أستذكر كل لحظة لي في جامعة بغداد العريقة  .. أسْتذْكِرُ الْعراق الجَميل ….. بغداد الْعريقة … جَامِعَتي التِّي طَالَمَا جَعَلْتُها مُرَافِقة لِاسْمِي أَيْنَما حَلَّ عمَلِي …. .كُلِّيَتِي .. أَسَاتِذَتي الْعلماء … أَصدِقَائِي الْعباقِرة كَعَادة الْعراقيين  .. لَم أشعر يوماً بالْغُربةِ فكانتْ الْعراق لِي الْوطن ….  بدأت أستذكر ذلك .. ثم توقفت عن الدموع و هرعت إلى البلكونة أتأملها … أيعقل ما حدث ؟؟!!!  … أن العراق أُحتلت ؟!!.. أن بغداد ربما أغتصبت ؟!!!! … أن جامعتي ربما دمرُ بعض منها ؟؟؟! … أساتذتي أغتيلو منهم و هُجر آخرين و كذلك أصدقائي إن لم يستشهدو على ثراها الطاهر ؟؟؟!!!! …أرتبكت حينها و لم أصبح قادر على إدراك الأمر و دعوت الله أن أستيقظ من هذه الرؤية … فلا … لا لا …  ذلك الوطن لا يُهزم .. أنا أعلم ذلك جيداً ..ذلك الوطن الذي لم نشعر ببرد الِّشتاء و لا بحرّ الصيف .. لم يُشْعِرُنَا يوماً بِالْاختِلاف …كان مقصَد  طلاب العرب الذِّي رواهم من بحر علومه الأوفر في الْبُلدان العربيَّة حينها  … ذلك الجيش القوِّي الذَّي يضُمّ العلماء لا يُهزم … الْوطن المُستقلُ اقتصاديّاً .. و مجانيّة التَّعليمِ و الصِّحة و الْخدمَات الْواسِعة و السَّريعة و المجانيَّة  لا يّهزَمْ … ..كَيف لِوطن نجَح بِمحوِ الأُميَّةِ أنْ يتَضرَّر ؟!! كَيف لوطن أَدرك أنَّ اسْتِغلاَل الْعقُولِ الْبشريّة أَنْجح استثمار كرِحاب الْغزاوي مثلاً …… أَيُعْقَل ذلِك ؟!!!!!!! .. ذلك الْحرّ سِياسيَّاً …عراق الشُّجعان  .. مَقْصد الْعرب  في أمورِهِم الذِّي نَشتاق لِكُحلةِ العروبه في عَيْنَيْه ……….. فِجأة .. لَمْ أعد أحتمل .. رَدَدْتُ الْعراق قوّي و بِخَيْر و أَلْغَيْت مَوْعد الطّائِرَة لِأعود مساءً إلى الْأردنَ مَسقَط الرّاْس  .. في الطَّائرة نَظَرْت إلَيْها و عَادَت الدُّمُوعُ  تُواسِيني .. حَاوَلْت مُجدّداً أَنْ أَقْوَى … ثُمَّ أخْفَضْت رَأْسِي و رَدَدْتُ سُلَامٌ إلَيْه بِقَدر حُبِّي إلَيْه و سَلَامٌ إلَيْه بِقَدَرْ حَاجَة اْلعَرَب إلَيْه …..فِالْعراق و إِنْ أَبَى الزَّمان سَيبْقَى ذَلِك الْعراق … سَيعُود يَوْماً الْعراق عِرَاق …

سامية ملحم

1 Comment

  1. نبيل
    April 10, 2017 at 9:54 pm — Reply

    كلام الدكتورة سامية ملحم يغني عن الكلام ، وشجونها وصدق مشاعرها تفطر القلب ، لطالما بكينا على ذكرياتنا ونزفنا من دمائنا كي نكون الرمز ولكن وياحسرتاه ما كل ما تمنيناه أدركناه…بغداد لاتحتاج الى تجميل فجمالها رباني ، هي بحاجة الى أن ننتبه اليها ونرعاها كي لا نسيء الى جمالها ، هي تنتصب مكابرة كي لا تعلن عن ضعفها ريثما تتطهر نفوسنا وننبذ
    خلافاتنا الأنانية التافهة ، عجبي كيف أن من ليسوا عراقيين هاجت بالشوق مشاعرهم من أجل العراق ونحن لم نزل نلعب لعبة الثعلب فات فات وبذيله سبع لفات لنهزأ ونسحق بأرجلنا من تبقى بلا كرسي ويستمر التسقيط بيننا ظنا” منا أن فشل الآخر هو نجاح لنا ، ما أغبانا ونحن نستهلك بعضنا البعض وندمر بأيدينا ما بناه الأجداد ، أقول للدكتورة سامية ملحم والله إن كل دمعة تذرفينها لهي أصدق من كل خطب المنابر في عراقنا المستباح وهي مدعاة فخر لنا نحن الذين نتألم في الغربة تاركين اللصوص يعبثون في آثارنا ويدمرون تاريخنا …. وأقول لك لو تبقى في أعيننا دموع لبكينا معك لكننا تركنا ذلك لقلوبنا فأمسينا نبكي بصمت فليس من اللياقة أن يبكي الشجعان في العلن أليس كذلك؟

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

MENU

Back

Share to